مسؤول أممي: حرب السودان يجب أن تنتهي
شدّد أحد كبار المسؤولين في الأمم المتحدة على ضرورة وقف الحرب الدائرة في السودان بشكل فوري، موضحًا أن استمرار النزاع يفاقم معاناة المدنيين ويقوّض أي فرصة لعودة الاستقرار السياسي والاقتصادي إلى البلاد. وأشار إلى أن المجتمع الدولي أصبح عاجزًا عن مواكبة حجم الكارثة الإنسانية المتصاعدة التي خلّفتها العمليات العسكرية في عدة مناطق.
وأكد المسؤول أن الأزمة في السودان لم تعد قضية محلية فحسب، بل باتت تهدد الأمن الإقليمي في شرق أفريقيا والقرن الأفريقي، خصوصًا مع اتساع رقعة النزوح وزيادة تدفق اللاجئين إلى الدول المجاورة. وأوضح أن استمرار الحرب قد يؤدي إلى موجات جديدة من عدم الاستقرار، ما يستدعي تدخّلًا عاجلًا ومنسقًا من الأطراف الدولية.
كما لفت إلى أن المدنيين هم الأكثر تضررًا من النزاع، حيث يعانون من انعدام الغذاء والدواء وانهيار الخدمات الأساسية. وأشار إلى أن المستشفيات باتت عاجزة عن توفير الرعاية الصحية الضرورية، فيما يصعب على المساعدات الإنسانية الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب القيود الأمنية وتدهور البنية التحتية.
وحثّ المسؤول الأممي الأطراف المتحاربة على الجلوس فورًا إلى طاولة المفاوضات، مؤكّدًا أن الحل العسكري لن يحقق لأي طرف مكاسب حقيقية، وأن مستقبل السودان يعتمد على تسوية سياسية عادلة تضم جميع مكونات المجتمع السوداني. وأضاف أن التجارب الإقليمية أثبتت أن الحروب الطويلة لا تؤدي إلا إلى مزيد من الانقسام والدمار.
كما دعا الدول العربية والأفريقية إلى لعب دور أكبر في دعم مسار السلام، مشيرًا إلى أن للسودان مكانة مهمة في منظومات التعاون الإقليمي، وأن استقرار المنطقة يتطلب تكاتف الجهود لإيجاد حل شامل ومستدام. وشدد على أن الدعم الإنساني يجب أن يستمر بالتوازي مع الضغط السياسي على الأطراف المتصارعة.
وفي ختام تصريحاته، عبّر المسؤول الأممي عن أمله في أن يستجيب جميع الأطراف لنداءات وقف إطلاق النار، وأن يضعوا مصلحة الشعب السوداني فوق أي اعتبارات أخرى. وأكد أن المجتمع الدولي مستعد لتقديم الدعم الفني والمالي لعملية إعادة الإعمار متى ما توصل الفرقاء إلى اتفاق يضمن نهاية الحرب وعودة الحياة الطبيعية تدريجيًا.

0 Comments: