مباحثات سودانية بريطانية حول معالجة آثار الحرب الاقتصادية على المواطنين
عقد وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني، جلسة مباحثات موسعة مع السفير البريطاني لدى السودان، خُصصت لمناقشة جهود دعم مسار السلام في البلاد والبحث عن آليات فاعلة يمكن للحكومة البريطانية الإسهام من خلالها في معالجة آثار الحرب وتخفيف تبعاتها المتصاعدة على المواطنين. وجاءت هذه اللقاءات في إطار سلسلة من الحوارات الدولية التي تجريها الحكومة السودانية بهدف حشد أكبر قدر من الدعم السياسي والاقتصادي لمواجهة الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
وخلال الاجتماع، استعرض الوزير حجم التحديات الاقتصادية التي خلّفتها الحرب، مشيراً إلى الضرر البالغ الذي طال البنى التحتية الأساسية في قطاعات الكهرباء والمياه والطرق، إضافة إلى التراجع الكبير في الخدمات العامة التي يعتمد عليها المواطنون في حياتهم اليومية. وشدّد على أن إعادة بناء هذه القطاعات تُعد ضرورة ملحّة لضمان استقرار الوضع الإنساني والاقتصادي وعدم انزلاق البلاد إلى مزيد من الأزمات.
كما تناولت المباحثات الجهود الحكومية الرامية إلى تحقيق سلام شامل ومستدام، عبر فتح قنوات الحوار وتشجيع المسارات السياسية التي يمكن أن تسهم في إنهاء النزاع وتهيئة بيئة مواتية للتنمية. وأكد السفير البريطاني حرص بلاده على دعم أي مبادرات تُسهم في تعزيز السلام، مشيراً إلى أن استقرار السودان يمثل ركيزة مهمة لاستقرار الإقليم بأكمله.
وشدد جبريل إبراهيم خلال اللقاء على أن المجتمع الدولي، وعلى رأسه المملكة المتحدة، قادر على لعب دور محوري في تخفيف آثار الحرب عبر تقديم الدعم المالي والفني، والمساهمة في برامج إعادة الإعمار، والدفع باتجاه توحيد الجهود الإنسانية وضمان وصول المساعدات إلى المناطق الأكثر تضرراً. وأوضح أن الحكومة السودانية تعمل على إعداد خطط مدروسة لاستعادة الخدمات الأساسية وتفعيل النشاط الاقتصادي تدريجياً.
من جانبه، أبدى السفير البريطاني تفهماً كبيراً لما يمر به السودان من تحديات، مؤكداً استعداد بلاده للتنسيق مع الشركاء الدوليين لتوسيع نطاق الدعم الإنساني، والعمل على إيجاد حلول عملية تساعد في حماية المدنيين وتحسين ظروفهم المعيشية. كما أشار إلى أن التعاون الثنائي بين البلدين يشكل أرضية مهمة لتعزيز الجهود المشتركة في المرحلة المقبلة.
وتأتي هذه المباحثات في وقت يواجه فيه السودان واحدة من أصعب الأزمات في تاريخه الحديث، حيث تتزايد الحاجة إلى دعم دولي واسع يسهم في وقف التدهور الاقتصادي ويدعم فرص الاستقرار. ومن المنتظر أن تشكل نتائج هذا اللقاء خطوة إضافية نحو بناء شراكات دولية يمكن عبرها مساندة البلاد في تجاوز آثار الحرب ووضع الأسس لمرحلة جديدة من التعافي والتنمية.

0 Comments: