الاثنين، 21 أغسطس 2023

معسكرات لتجنيد الفتيات بالسودان وناشطات يعتبرنها دعوة لاستمرار الحرب

معسكرات لتجنيد الفتيات بالسودان وناشطات يعتبرنها دعوة لاستمرار الحرب

مطوعة سودانية

فتحت ولاية نهر النيل شمال السودان ما وصف بأنه المعسكر الأول من نوعه و الأكبر لتجنيد الفتيات بعد دعوة القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان للاستنفار والتصدي لقوات الدعم السريع التي تتهم بارتكاب انتهاكات واسعة خلفت موجة استهجان على الصعيدين المحلي والعالمي.

واثار تدشين مراكز تدريب الفتيات حفيظة مجموعة من الناشطات واعتبرنه ارجاعا لسطوة نظام الإسلاميين الذي اطيح به في ابريل من العام 2019، كما أنه يمثل دعوة لاستمرار الحرب الذي يخالف التوجه النسوي الداعي لوقفها.

ويضم معسكر التجنيد في ولاية نهر النيل أكثر من 200 سيدة وفتاة تتراوح اعمارهن بين 17 – 50 عاما غالبهن من النازحات اللائي فررن من الحرب بالخرطوم بعد سيطرة قوات الدعم السريع على غالب الأحياء واحتلال المنازل.

وانطلقت فكرة تجنيد النساء بنهر النيل من جمعية الكرامة التي تأسست عقب الحرب بالخرطوم بتمويل حكومي حيث افتتح وزير المالية بالولاية محجوب السر معسكر الفتيات وشبه المنخرطات فيه بأخوات نسيبة.

و”أخوات نسيبة” هي اول كتيبه نسوية سودانية مقاتلة تكونت في العام 1990 على يد التنظيم الإسلامي الحاكم وقتها وقصرت مهامها على السند المدني ومساندة الجيش والمجاهدين خلال الحرب ضد الحركة الشعبية في جنوب السودان.

على ذات النسق يهدف تجنيد الفتيات في نهر النيل الى ما يسمى الإسناد العملي ودعم الجرحى والمصابين من عناصر الجيش ومد يد العون لهم معنويا وماديا وتدريب على التعامل مع الاسلحة الخفيفة بالإضافة لتدريب منتسبات للحقل الطبي على العمل في مناطق الاشتباكات وتدريب بقية المتطوعات على امكانية التنقل واغاثة المتضررين.

وبدا أن المتطوعات دفعن للانخراط في المعسكر بعد تجرعهن معاناة قاسية اثناء الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع حيث تسيطر على مخيلات غالبهن مرارات الاغتصاب والخطف والقتل والتشريد واحتلال المنازل فكانت الرغبة في الاستعداد لمواجهة السيناريوهات الأسوأ مستقبلا والدفاع عن أنفسهن حال التعرض لاي انتهاكات هي دافع أكبر للتدريب وفق تأكيدات مشاركات في المعسكر.

وبررت صفاء صلاح – اخصائية أشعة- انضمامها للمعسكر للحاجة الى تفريغ الشحنات السالبة التي اكتسبتها ايام الحرب وتشير الى حالة العجز التي تبدت أمام قوات الدعم السريع حين مارست والتسلط والاستبداد وأبشع انواع التعذيب ضد المواطنين.

واضافت صفاء لسودان تربيون ” أكثر ما استفزني انهم جردونا من انتماءنا للوطن عبر حملات تفتيش عن الهوية والبطاقة والتحرك بإذن منهم، وتفتيش السيارة واستعمار منازلنا وسرقة عرقنا وكفاحنا”.


SHARE

Author: verified_user

0 Comments: