الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.."نحن ندمر كوكبنا لإطعام أنفسنا"
يقول برونو أوبِرلي، المدير العام للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، منذ عام 2020 ، وهو خبير في القضايا البيئية وفي الإدارة المستدامة للموارد ، ووزير الدولة للبيئة السابق ، وقد مثّل سويسرا في المؤسسات الرئيسية وفي المفاوضات الدولية ، واضطلع بدور رئيسي في إنشاء صندوق المناخ الأخضر. قال برونو إن ظاهرتي تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي ناجمتان عن الأنشطة البشرية، وكلٌ منهما تؤجج الأخرى، مما يجعل العمل العالمي لإنقاذ الطبيعة أمراً ضروريّاً، والاتحاد الدولي لحماية الطبيعة وموقعه في غلون غرب سويسرا، هو الهيئة العالمية الرئيسية التي تُعنى بحفظ الأنواع، والمسؤولة عن إصدار القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض.
وفق قول برونو أوبِرلي، ابن الـ 67 عامًا، وأول سويسري يرأس الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، ترأس منظمة عالمية رائدة مهمتها الحفاظ على الطبيعة، وتتبوّأ مسؤولية كبيرة في عصر يتعرّض فيه كوكبنا للانقراض الجماعي، قال برونو أوبِرلي :إنها مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الجميع، نظرًا لكون وجودنا على الكوكب وبقاء نموذجنا التنموي مرهون بحماية الطبيعة والتنوع البيولوجي.
أيّ النظم البيئية أكثر تضررًا من فقدان التنوع البيولوجي؟
المُشاهَد هو أن الخسارة كبيرة في كل مكان، ويزداد عدد الأنواع المهددة بشكل خاص في الأماكن الأكثر تنوّعًا بيولوجيًا مثل الغابات الاستوائية، وأيضًا في نظم بيئية أخرى غير متوقعة إلى حدّ ما، كحوض البحر الأبيض المتوسط.وكذلك تعرضت النظم البيئية للمياه العذبة لنقص كبير نسبيًا.
%28 من الأنواع مهددة
هناك أكثر من 38500 نوع مُعرّض للانقراض، أي ما يعادل 28% من نحو 140 ألف نوع أحصاها الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، ومن بين الأنواع المهددة بالانقراض 26% من الثدييات، و41% من البرمائيات، و14% من الطيور، و33% من الشعاب المرجانية، و34% من الصنوبريات.
ومن بين الأنواع التي تفاقم وضعها في السنوات الأخيرة، تنين كومودو، وهو أضخم الزواحف في العالم، فقد تغيّر وضعه في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة من "مُعرّض للانقراض" إلى "مهدد بالانقراض"، كما يتفاقم وضع سمك القرش والشفنين البحري، بسبب الصيد المكثف والاحترار العالمي، وقد بلغت نسبة الأنواع المهددة منه حاليًا 37% مقابل 24% في عام 2014. وعلى النقيض من ذلك، يتحسّن وضع أربعة أنواع من سمك التونة المستهدفة بالصيد التجاري، ومن بينها التونة الأطلسية ذات الزعانف الزرقاء وفقًا للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة.
من المؤسف القول إنه إنتاج الغذاء، فتعداد سكان الأرض كبير، والكل يحتاج إلى الطعام، مما يقتضي زيادة كبيرة في حجم المزروعات وإلى استخدام مساحات كبيرة من الأراضي، ومن شأن هذه الممارسات الزراعية بغرض إفساح المجال أمام الزراعة أن تُحدث تغيرات جذرية في البنية الإقليمية تقود إلى تدمير كامل لنظم بيئية وإلى انعكاسات سلبية على ما يتبقى منها، مما يؤثر سلبًا على التنوع البيولوجي.
نحن ندمر كوكبنا لإطعام أنفسنا، ولكنها ليست نتيجة حتمية، بل بإمكاننا أن نستحدث ممارسات ونظم غذائية زراعية، قادرة على توفير غذاء جيّد، يكفي الجميع، ويعزز التنوع البيولوجي. ويقدر الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة أن هناك حاجة إلى 700 مليار دولار سنويًا لمعالجة فقدان الأنواع الحيوانية والنباتية. من أين ستأتي بكل هذا المبلغ؟
0 Comments: