النزاعات الأمنية في جنوب السودان تؤثر سلبًا على تجارة سوق “النعام” الحيوي
شهدت الحركة التجارية بين دولة جنوب السودان وسوق “النعام” الحدودي، الذي يعد شريان الحياة لإقليمي دارفور وكردفان، تراجعًا ملحوظًا نتيجة للتوترات الأمنية المتزايدة في جنوب السودان. وأوضح محمد عيسى، أحد التجار في السوق، أن النزاعات بين المجتمع المحلي في مناطق “أروك” والطريق المؤدي إلى منطقة “أبيي” والجيش الشعبي في جنوب السودان قد تفاقمت، حيث تتعلق هذه الخلافات بتوزيع العائدات المالية الناتجة عن الضرائب وعائدات الطرق الاقتصادية، والتي استحوذ عليها الجيش دون تخصيص حصص للمناطق المحلية، مما أثر سلبًا على الخدمات المقدمة للسكان.
يعتمد سكان أقاليم دارفور وكردفان بشكل كبير على السلع والمواد الأساسية التي تصلهم من جنوب السودان عبر سوق “النعام”، خاصة بعد توقف الحركة التجارية مع وسط وشمال وشرق السودان بسبب النزاع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. هذا التوقف في الحركة التجارية أدى إلى نقص حاد في السلع الضرورية، مما زاد من معاناة السكان في تلك المناطق، الذين كانوا يعتمدون على هذه الإمدادات لتلبية احتياجاتهم اليومية.
نتيجة لتراجع الحركة التجارية، شهد سعر صرف الجنيه الجنوب سوداني انخفاضًا ملحوظًا مقابل الجنيه السوداني، حيث تراجع من 500 ألف سوداني مقابل 1000 جنوب سوداني إلى 460 جنيه سوداني مقابل 1000 جنيه جنوب سوداني. كما انخفض سعر جوال الفول السوداني “حبوب” من 220 جنيه جنوب سوداني إلى 180 جنيه جنوب سوداني. ومنذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، أصبح سوق النعام مركزًا تجاريًا حيويًا، رغم التحديات التي تواجهه.
0 Comments: