الخرطوم تندد بتصريحات السفير الأميركي وتصفها بالافتقار للياقة
انتقدت وزارة الخارجية السودانية، السبت، تصريحات السفير الأميركي في الخرطوم جون غودفري، وقالت إنه نصب نفسه وصيًا على السودان.
والجمعة، قال غودفري في تغريدة على منصة إكس -تويتر سابقا- إن أطراف الصراع في السودان اثبتا عدم صلاحياتهما لتولي الحكم وان عليهما نقل السلطة إلى حكومة مدنية وإنهاء الحرب.
وقالت وزارة الخارجية، في بيان إنها “طالعت باستغراب واستياء بالغ تغريدة للسفير الأميركي في الخرطوم تحدث فيها عن طرفين متحاربين في السودان، وأن كليهما لا يصلح للحكم”.
وأضافت”تصريح السفير يعبر عن عدم احترامه للشعب السوداني واستقلاله بتنصيب نفسه وصيًا عليه يحدد له من يصلح أو لا يصلح لحكمه”.
ورأت أن حديث غوديفر غير اللائق لا يعد خروجًا على قواعد التعامل بين الدول والاحترام المتبادل لسيادة كل منها فقط، وإنما يتنافى مع مقتضيات الكياسة والمهنية الدبلوماسية.
واستنكر البيان المساواة بين الجيش والدعم السريع بالحديث عن “طرفي القتال” وتجاهله لحقيقة أن الجيش يُدافع عن البلاد ضد مليشيا إرهابية وإجرامية تُمارس أسوأ الفظائع التي عرفتها البشرية خلال هذا القرن، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.
وأضاف: “اعتبار الجيش طرفًا مكافئًا للمليشيا الإجرامية يجسد افتقاد الإنصاف والاتساق الأخلاقي، ويتضمن إساءة للشعب السوداني الذي يلتف حول قواته المسلحة المدافعة عن أمنه وسلامته”.
ونفذ الجيش والدعم السريع انقلابًا عسكريًا في 25 أكتوبر 2021، على حكومة الانتقال المدنية؛ قبل أن يختلفا حيال مسائل تتعلق بالقيادة والسيطرة على القوات أتت في سياق عملية سياسية هدفها بناء جيش موحد وتسليم السلطة للمدنيين.
وتسبب هذه الخلافات في إشعال الحرب التي اندلعت في العاصمة الخرطوم 15 أبريل هذا العام، قبل أن تنتقل في مناطق واسعة من دارفور وكردفان.
وشددت وزارة الخارجية على أن التدخلات الخارجية غير الرشيدة في شؤون السودان ومحاولة فرض وصفات سياسية لا تحظي بتوافق وطني، كانت من أسباب اندلاع واستمرار الحرب.
من جهة أخرى حملت الولايات المتحدة السبت، قوات الدعم السريع مسؤولية تفشي العنف الجنسي بالتزامن مع الحرب العنيفة التي يشهدها السودان.
وقال بيان أصدره المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن “الولايات المتحدة تدين بشدة تفشي العنف الجنسي المرتبط بالنزاع في السودان، والذي نسبته مصادر موثوقة بما في ذلك الضحايا إلى قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها”.
وأشار الى أن التقارير العديدة عن حالات الاغتصاب والاغتصاب الجماعي وغيرها من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد النساء والفتيات في غرب دارفور ومناطق أخرى تثير القلق وتساهم في ظهور نمط من العنف العرقي المستهدف، مذكراً بدعوة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة قوات الدعم السريع إلى إدانة العنف المرتبط بالنزاعات.
وقال إن المساءلة عن العنف الجنسي في حالات النزاع أولوية أساسية للحكومة الأميركية، وفقا للمذكرة الرئاسية التي وقعها الرئيس جو بايدن خلال العام 2022 والتي توجه استخدام جميع الأدوات المتاحة بما في ذلك القانونية والسياسية والدبلوماسية والمالية لتحقيق العدالة وردع مثل هذا العنف.
وأبدى المتحدث قلقه العميق إزاء الوضع في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، لتواجد الآلاف من المدنيين تحت الحصار مع تصاعد القتال، ودعا طرفا النزاع في السودان إلى وقف القتال فورا والسماح بالمرور الامن لجميع المدنيين خارج المدينة ومحاسبة مرتكبي الجرائم.
0 Comments: