الجزائر تدعو إلى مضاعفة الجهود لإخراج السودان من دوامة العنف والانقسام في البلاد
دعت الجزائر إلى مضاعفة الجهود وتنسيق المساعي بين جميع الفاعلين الدوليين والإقليميين من أجل إخراج السودان الشقيق من دوامة العنف والانقسام والاقتتال التي ألمت به. جاء ذلك خلال الخطاب الذي ألقاه وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، خلال الاحتفال الذي نظمته وزارة الخارجية الجزائرية، بمناسبة الذكرى الستين على إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية.
وأوضح عطاف أنه لابد من عدم إغفال معاناة الأشقاء في السودان من جراء الأزمة المستعرة في هذا البلد الشقيق منذ أكثر من شهر، وهي الأزمة التي تسببت في زهق المئات من أرواح الأبرياء، ونزوح مئات الآلاف من المدنيين العزل، فضلا عن "بوادر كارثة إنسانية محدقة، وما يلوح في الأفق المظلم من خطر تقسيم آخر للسودان لا قدر الله".
وأضاف أن الاحتفال بإنشاء منظمة الوحدة الأفريقية هو بمثابة تجديد للعهد مع الآباء المؤسسين لها بالحفاظ على إرثهم الثمين وما يزخر به من قيم مثلى وتعهدات ثابتة والتزامات راسخة لتحقيق أهداف التحرر الكامل والأمن المستدام والرخاء المشترك في سائر ربوع أفريقيا، مشيرا إلى أنه لا مصير لأفريقيا إلا من تدبيرها؛ وأن لا مشروع لإفريقيا إلا من تخطيطها وإنجازها؛ وأن لا طريق قويم تسلكه أفريقيا إلا ذلك الذي تشقه وتعبده سواعد بناتها وأبنائها.
وتابع قائلا : إن الجزائر تؤكد اليوم أنها ستظل طرفا فاعلا وجزءًا لا يتجزأ من الجهد الأفريقي الجماعي الرامي لكسب رهانات التنمية الاقتصادية وتحقيق الرؤية الطموحة التي رسمنا معالمها معاً ضمن أجندة الاتحاد الأفريقي، المعروفة بأجندة 2063.
واستطرد قائلا: إن الجزائر تسعى حاليا إلى تجسيد هذا التوجه الأفريقي عبر مشاريع تنموية تم إقرارها لفائدة العديد من الدول الأفريقية الشقيقة، والتي تُشرف على إنجازها الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، بعد أن قام الرئيس الجزائري بتعزيز ميزانيتها بغلاف مالي قدره مليار دولار أمريكي.
ونوه الوزير الجزائري إلى أن بلاده تعمل على تعبئة الموارد وحشد الطاقات لاستكمال إنجاز المشاريع المهيكلة ذات الطابع الاندماجي الإقليمي والقاري، على غرار مشروع الطريق العابر للصحراء، وخط أنابيب الغاز لاجوس-الجزائر، وشبكة الألياف البصرية العابرة للصحراء، فضلا عن مشروع الطريق الرابط بين مدينتي تندوف الجزائرية والزويرات الموريتانية.
وأكد أن توجه الجزائر لتعزيز مساهماتها في مجال التنمية الاقتصادية بغية تحقيق الرخاء المشترك، يأتي استكمالاً ودعماً للجهود التي ما فتأت تبذلها بلادي لحل النزاعات المسلحة من أجل استتباب الأمن والاستقرار في جوارها المباشر وفي جميع أنحاء القارة الافريقية.
ولفت رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى أن بلاده تواصل جهودها على رأس الوساطة الدولية للدفع بمسار السلم والمصالحة في جمهورية مالي، وتثمن تمسك الأطراف المالية باتفاق الجزائر وانخراطها الجدي في المساعي التي بادرت بها الجزائر في الآونة الأخيرة لتجاوز الصعوبات الراهنة وضمان الاستئناف السريع للمسعى السياسي الرامي إلى استكمال تنفيذ الاتفاق خدمة لوحدة وأمن واستقرار هذا البلد الشقيق.
وذكر عطاف، في مواجهة التحديات الأمنية في منطقة الساحل والصحراء، بالمبادرة التي تقدمت بها الجزائر بهدف تفعيل وتنشيط دور لجنة الأركان العملياتية الـمشتركة (CEMOC) في مكافحة ظاهرتي الإرهاب والجريمة الدولية المنظمة، والتي، بامتداد رقعتها الجغرافية وتزايد حدتها وتشعب مكوناتها، أضحت تشكل التهديد الرئيسي لأمن واستقرار ونماء المنطقة خاصة والقارة عامة.
وأشار وزير الخارجية الجزائري إلى أنه لا يوجد سبيل سوى رص الصفوف وتوحيد الكلمة لإسماع صوت القارة الأفريقية في مختلف المحافل الدولية، وتكريس تطلعات الدول الأفريقية في التعامل والتفاعل مع سائر الدول الأخرى على أسس السيادة المتساوية والأمن المتكافئ وتوازن المصالح والترابط المنصف.
0 Comments: