‏إظهار الرسائل ذات التسميات الريف. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الريف. إظهار كافة الرسائل

السبت، 5 نوفمبر 2022

ما سر "هيمنة الراديو" في ريف السودان؟.. رحلة قرن وصمد في وجه الزمن

ما سر "هيمنة الراديو" في ريف السودان؟.. رحلة قرن وصمد في وجه الزمن

ما سر "هيمنة الراديو" في ريف السودان؟.. رحلة قرن وصمد في وجه الزمن

ما سر "هيمنة الراديو" في ريف السودان؟  رحلة قرن وصمد في وجه الزمن

لم يؤثر التحول المتسارع إلى "رقمنة البث" على مكانة الراديو التقليدي في الريف السوداني حيث لا يزال الملايين هناك يعتمدون عليه كمصدر رئيسي لمتابعة الأخبار والاستماع للأغاني والمسلسلات والأحداث الرياضية.

استخدام الراديو يمثل خصوصية في المجتمع السوداني:

ما يزال جهاز الراديو بتصميمه التقليدي أكثر المقتنيات التقليدية طلبا في في هذا البلد حيث يستقي ملايين القرويين الأخبار والمعلومات والترفيه عبر الإذاعة الوطنية، إلى جانب الاستماع إلى الأغاني ومتابعة مباريات كرة القدم المحلية.

بسعر زهيد وخدمة تتخطى الحدود يصل أثير الراديو إلى المستمعين في الأرياف في هذا البلد الشاسع، ويعد شح الطاقة في مناطق واسعة وغياب الرفاهية من العوامل الرئيسية لتزايد مستخدمي الراديو.

ويقول المدير الاعلامي عن البرامج في الإذاعة السودانية الحسن عبد الكريم،إنه إذا كان سكان المدن يحرصون على حمل الهاتف النقال، فإن الراديو هو وسيلة المعرفة والترفيه الرئيسية لسكان الريف المتجولون في الأودية ومسارات الرعي.

تأثير نفسي

ووفقا للخبير الإعلامي حيدر المكاشفي، فإن الراديو ما يزال يحافظ على تأثيره الأكبر في أوساط سكان الريف السوداني:

ويقول المكاشفي  إن سبب محافظة الراديو على قاعدة مستمعيه العريضة في الريف يعود إلى طبيعة الحياة في الريف حيث يمكن   الاستماع إلى الإذاعة أثناء العمل في الحقول دون الحاجة إلى التوقف عن أي نشاط إلى جانب سهولة تشغيل الراديو في أي مكان دون الحاجة لتوصيلات كهربائية أو أدوات استقبال معقدة ومكلفة.

ويوضح: "مستمعو الراديو موجودون في أي مكان في السودان؛ ففي حين يعزل استخدام الشبكات الاجتماعية في المدن الأشخاص عن المجتمع، فإن الراديو في الريف أكثر تأثيرا وسط المزارعين والقرويين وهم يهتمون جدا".

عزلة الأرياف

لكن في الجانب الآخر؛ لا تغطي الخدمة الإذاعية غالبية الأرياف في هذا البلد حسب ما يقول المدير السابق لهيئة الإذاعة والتلفزيون بولاية شمال دارفور محمد حسين آدم بسبب عدم تحديث أجهزة البث في المحطات الخلوية.

ويرى آدم أن غالبية أرياف إقليم دارفور خارج نطاق تغطية الإذاعات الوطنية منذ عشرة سنوات، لأن محطات البث الخلوية تحتاج إلى صيانة وقطع غيار وظلت قابعة كما هي منذ سنوات.ويضيف آدم: "كانت الإذاعات الوطنية تغطي أرياف إقليم دارفور حتى تخوم ليبيا، لكن اليوم تنحصر في مناطق محدودة فقط".

كيف أثر الراديو على حياة الناس في الريف وقت الأزمات؟

تلعب الإذاعات دورا كبيرا في توعية المجتمعات المحلية، بحسب مدير البرامج بالإذاعة السودانية الحسن عبد الكريم. وأثناء كارثة السيول التي دمرت عشرات القرى في السودان في أغسطس الماضي؛ عملت الإذاعة القومية على تخصيص برنامج إذاعي أطلقت عليه "الخريف والناس" لربط المتضررين بالإذاعة ونقل معاناتهم مباشرة.

قال مدير البرامج بالإذاعة السودانية والخبير في الصحافة الإذاعية الحسن عبد الكريم لموقع سكاي نيوز عربية إن تأثير الإذاعة على الأرياف "كبير وينعكس سريعا" على الإذاعة القومية من خلال ردة الفعل الجماهيري على برامجها التي تبثها.

من أجل تفادي فجوة بين الريف والإذاعة جرى تأسيس الإذاعات الولائية ليمتد البث إلى جميع المناطق الريفية علاوة على تأسيس "راديو المجتمع" بالشراكة بين الحكومة السودانية ومنظمات المجتمع المدني. وهناك تأثير قوي لخدمة الراديو في المناطق النائية كخدمة إعلامية قادرة على الوصول إلى تلك المناطق لأنها غير مكلفة ولا تعمل بالطاقة.